شبكة قدس الإخبارية

بعد مرور شهر.. هل التزم الاحتلال بقرارات العدل الدولية؟ 

00-1701528846

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: شهر مرّ على قرارات محكمة العدل الدولية الطارئة بشأن الدعوى المقدمة من دولة جنوب أفريقيا بخصوص ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، ولكن الاحتلال لم يلتزم بأي من التدابير التي قررتها المحكمة.

في ورقة صدرت عنها اليوم الأحد، بينت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أن الوضع ازداد سوءا منذ صدور قرارات محكمة العدل الدولية، خاصة على الصعيد الإنساني، وعمق من ذلك قرار عدد من الدول تعليق الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، بعد يوم واحد من صدور القرار وكأنه تحد لإرادة المحكمة.

وقالت إن قطاع غزة بات على حافة الانهيار التام في الوضع الإنساني بشكل عام، وبخاصة الوضعين الغذائي والصحي، مع إمكانية حدوث انفجار في أعداد الوفيات نتيجة المجاعة وانتشار الأمراض، حيث تم تسجيل العديد من حالات الوفيات نتيجة الجوع، وانعدام الرعاية الطبية والصحية، ونفاذ الأدوية.

وبحسب الورقة الصادرة عن الهيئة المستقلة، فإنه مع مرور شهر على قرار محكمة العدل الدولية؛ يقود الوضع القائم في قطاع غزة لفقدان الثقة في المنظومة الدولية التي ظهر عجزها وتواطؤها.

وقالت، إن قرار المحكمة جاء ليعطي بارقة أمل ولو بسيطة، لكن الاحتلال ومن يدعمه من الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، أجهضت أي أمل، الأمر الذي سيترك آثاراً بعيدة الأمد على الاستقرار ليس فقط في المنطقة وإنما في العالم أجمع.

يذكر، أن التدابير المؤقتة التي قررتها المحكمة تتمثل في وقف أعمال الإبادة الجماعية، منع التحريض على عمليات الإبادة الجماعية، وتوفير الخدمات الأساسية الملحة والمساعدات الإنسانية.

وذكرت الهيئة، أن قوات الاحتلال استمرت في انتهاك القرارات الصادرة عن المحكمة ولم تتخذ أياً من الخطوات اللازمة لحماية حقوق الفلسطينيين وتجنب جميع الإجراءات التي يمكن أن تشكل جريمة إبادة جماعية، فأعمال الإبادة الجماعية ومنع التحريض على عمليات الإبادة الجماعية لا زالت متواصلة من طرف حكومة الاحتلال.

وعلى صعيد توفير الخدمات الأساسية الملحة والمساعدات الإنسانية، وفق الهيئة، لا تزال حكومة الاحتلال تواصل سياسة التجويع كإحدى أدوات الإبادة الجماعية التي تنفذها في قطاع غزة، فبالإضافة إلى قصفها للشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية وتَعّمد استهداف أفراد الشرطة المدنية التي ترافق هذه القوافل لفرض النظام ومنع أي اعتداء محتمل عليها، فهي تواصل فرض قيود مشددة جداً على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فقد كان متوسط عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة بشكل يومي قبل 7/أكتوبر يقدر بحوالي (500) شاحنة، وبعد هذا التاريخ انخفض هذا العدد بشكل كبير حتى وصل إلى قرابة (50) شاحنة يومياً، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية، والمستلزمات والمستهلكات الطبية، والدواء، ومادة الوقود بما فيها غاز الطهي، ونتيجة لهذا انتشر الجوع والأوبئة، على نطاق واسع، وبخاصة في شمال وادي غزة.

 كما تمنع قوات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع بشكل شبه كامل، ولم تُدخل الأونروا منذ 5 شباط/يناير أي شاحنة إلى شمال القطاع.

وذكرت أنه تم تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة، حيث تم إخراج (31) مستشفى عن الخدمة من أصل (36) مستشفى، إضافة إلى تدمير (152) مؤسسة صحية، و(53) مركزا رعاية أولية، وتدمير (124) مركبة إسعاف، وقتل (340) كادراً طبياً وصحياً، منهم متخصصين، يشكلون عصب المنظومة الصحية، واعتقال (99) آخرين منهم مدراء المستشفيات في شمال ووسط القطاع، بالإضافة إلى كل ذلك منع وصول المساعدات الطبية الأساسية، بما فيها مادة الوقود الحيوية لعمل المستشفيات.

كما وعمل الاحتلال على تدمير المنظومة التعليمية المدرسية في قطاع غزة، فمن أصل (796) مدرسة في قطاع غزة هناك (390) مدرسة تعرضت لأضرار متفاوتة، منها (95) مدرسة خرجت عن الخدمة، وهناك (70) من المدارس المتضررة هي مدارس تابعة للأونروا، ويستخدم ما لا يقل عن (56) مدرسة منها كملاجئ للنازحين.

 كما تفيد البيانات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم بأن هناك (7) مدارس حكومية دمرت بشكل كلي، و(83) مدرسة تعرضت لأضرار بالغة، ويتم استخدام (133) مدرسة حكومية كمراكز لإيواء النازحين، مما يحرم قرابة (608,000) طالب من حقهم في التعليم،  وتدمير منظومة التعليم الجامعي، فقد دمر الاحتلال (5) جامعات من أصل (6) جامعات في قطاع غزة، وقتل (166) استاذاً جامعياً، من بينهم (3) رؤساء جامعات، (95) عميداً، و(68) من حملة درجة الأستاذية، وتم حرمان حوالي (88,000) طالب من مواصلة تعليمهم الجامعي في جامعات القطاع، ولم يتمكن قرابة (555) طالبا، من الالتحاق بجامعاتهم خارج قطاع غزة.

ويضاف إلى ذلك، تدمير المساكن والبنى التحتية، فحتى تاريخه دمرت قوات الاحتلال بقصفها المتواصل والعنيف، جواً وبراً وبحراً ما يزيد عن (70,000) وحدة سكنية بشكل كلي، و(290,000) وحدة سكنية بشكل جزئي وهي غير صالحة للسكن، وما زال جيش الاحتلال يقوم بتدمير مربعات سكنية كاملة في قطاع غزة.

واستهدف الاحتلال مراكز إيواء النازحين، فقد تم الإبلاغ عن حوادث مختلفة أثرت على منشآت الأونروا والنازحين داخليا الذين يحتمون هناك، فهناك (325) حادثة أثرت على مباني الأونروا وعلى الأشخاص الموجودين داخلها منذ بدء العدوان.